كان.. فعل ماضي ماتسيبه في حاله
يعشق المصريون الحديث عن الماضي لدرجة تستحق إجراء دراسات في هذا الأمر، لا يتضح هذا في الحديث اليومي فقط الذي تظهر فيه كلمة كان وزمان بدرجة أكبر بكثير من الكلمات التي تتحدث عن الآن والمستقبل، بل إن هذا يصل إلى العديد من منتجاتهم الثقافية والفنية
احسب.. كم أغنية شهيرة تتحدث عن الماضي؟ كم فيلم يشير إلى أن الماضي فيه إن؟! كم برنامج تليفزيوني يتحدث عن إنجازات الفراعنة في الماضي متجاهلا حال أحفادهم.. اللي يشرح القلب.. في الحاضر؟
*******
صحيح أن معرفة التاريخ ودراسته وفحصه ومحصه هو فرض عين على الجميع؛ لأن في الماضي دروساً وعبراً، ولأن التاريخ عادة ما يكون ابن حلال مصفِّي ويكرر نفسه؛ لعله يسهِّل على البشر الذين يقرأونه فهم ما يحدث لهم، لكن آه لو كان المرء أسيرا للماضي، لا يتطلع إلى المستقبل بقدر توجُّسه وخوفه من الماضي، لا يخطو إلى الإمام خطوة واحدة إلا والماضي في ذهنه، فيتعثر ويتراجع إلى الخلف خطوات.. وآه تانية من الماضي إذا ما حلّ بقصة حب
حسنا.. لو كنت الآن واقعا لشوشتك في قصة حب ملتهبة كقرن فلفل أحمر حرّاق، وكانت ليالي.. ده اسم حبيبتك أو خطيبتك ومفردها ليلة.. بيضاء طبعا!.. جالسة معك في جو شتوي مثالي على كورنيش البحر في الإسكندرية.. الساعة 12 مساء.. أول يناير في عز النوّة ثم وهي تتكتك من البرد قالت لك في دلال: حبيبي.. برررررر.. أنا عاوزة.. بررررر أعترررررررف لك بحاجة.. برررررر أتشو
فترد عليها أنت بكل الحنان الموجود في الدب القطبي وهو يحتضن أحفاده: يرحمكم الله ياحبيبتي... برررررر.. قولي.. صحيح أنا مش سامع حاجة من الهوا ده.. برررررر.. بس اتفضلي اتفضلي.. بس اوعى تكوني عاوزة تعترفي إنه جالك برد... أتشو
فترد هي: يرحمكم الله.. بررررررد إيه بس... مفيش أبرد من اللي إحنا فيه.. بصراحة أنا عاوز اعترف لك بأنه.. بأنه .. بأنه... أنا.. تشوووو
تأتي الموجة الضخمة من قلب البحر المتوسط، لتلطشك أنت وحبيبتك لتندلقا كحبات الجوافة وهي تتزحلق من الكيس النايلون، وأنت تجفِّف جسدك بمناديل فلورا وتبحث عن ليالي في قلق خائفا من أن تكون قد انزلقت إلى بالوعة من تلك التي تتميز الإسكندرية بوجودها على جوانب الشوارع، فتسعد حينما تجدها لا تزال على قيد الحياة وإن أصابتها الموجة العنيفة بلوثة عقلية فيما يبدو جعلها تكرر ما تقول: بص بص.. أنا أنا.. كنت أعرف أعرف.. واحد قبلك قبلك.. بس والله والله.. علاقتنا علاقتنا كانت بريئة بريئة.. هو أسبوع بس.. عارف عارف انت انت.. الواحدة مننا في سن المراهقة المراهقة بتكون عاملة إزاي إزاي.. وأي حد حليوة يقول لها بِس بِس.. تقوله نو نو.. بَس والله والله ما غلطت معاه خالص خالص.. ما بتردش عليّ ليه يا حبيبي حبيبي.. رايح على البحر ليه؟.. ارجع يا مجنون يا مجنون
*******
جميل.. كنت أنت في المشهد السابق، مرهف الحس بزيادة، للدرجة التي جعلتك لا تتحمل الحياة، فقررت أن تاخد البحر في حضنك بعد ما قالته لك ليالي من كونها صاحبة ماضي، هذا نوع من الرجال، ياخد الصدمة لوحده يعني كده ويكبتها في نفسه، هناك نوع آخر من الرجال يتعامل مع هذا الموقف الذي فيه ظلال الماضي بشكل مختلف، لا يذهب هو إلى البحر الهائج، بل سيدفع بليالي بكل ما أوتي من قوة إلى البحر وهو يتمنى لو كبر هذا البحر وصار محيطا يمتلئ بأسماك القرش، أو ثقبا أسود ضخماً يقوم من يقع فيه بكعب داير على كواكب درب التبانة
هل هذه هي كل أنواع الرجالة عندما تبدأ المرأة بالحديث عن كان؟ لأ طبعا هناك النوع الرجالي الثالث الذي يتقبل وجود ماضي في حياة حبيبته بروح رياضية يحسده عليها دروجبا لما خد من مصر أربعة في كأس الأمم الإفريقية اللي فاتت!، وهذا النوع الرجالي الثالث ينقسم بدوره إلى نوعين
الأول
بيعدّيها فعلا على اعتبار أن: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، وعلى اعتبار أن ما يملكه الآن هو الحاضر وصناعة المستقبل بشكل أفضل، لكنه بكل تأكيد لا سلطة له على الماضي الذي هو ملك لصاحبه فقط، إلى جانب أن ليس الماضي كله عيب وما يصحش، وليس معنى أن حبيبته أو خطيبته قد ارتبطت عاطفيا مع شخص قبله أنها وقعت في الغلط؛ لأنها.. زيها زيه بالمناسبة.. لديها قلب ومشاعر، ومن الطبيعي جدًّا أن تميل نحو شخص ما في وقت من الأوقات، لكنه ليس بالضرورة أن تكون لطّخت شرفها بالوبا، وأن العار لن ينمحي إلا بإطلاق الرصاص عليها من الفرفر
أما النوع الثاني
فهو الذي يعديها كده وكده، ستجده، يرتبك ويسهم لحظة اعتراف الحبيبة بالماضي، ويصمت لعدة دقائق، قبل أن يضحك في افتعال، وهو يقول لها في ارتباك: وإيه يعني؟.. ما أنا كمان لي ماضي.. ماضي مستمر زي ما قواعد الإنجليزي بتقول.. هع هع هع!.. لكنه في هذه اللحظة التي تسند فيها ليالي رأسها على كتفه وهي تنظر إلى البحر الهائج في رومانسية، ستقفز كل الأفكار والظنون السيئة في ذهنه، وسينصب الشيطان نصبة شاي فوق دماغه ويجلس ويدلدل قدميه في مية البحر.. أيوه رجليه طويلة شوية!.. وتنغرس الأسئلة إياها في رأسه كألف شوكة.. مشيها شوكة!: ماضي؟!.. حلو قوي.. وأنا أضمن منين أن الموضوع وقف عند: بحبك وحشتيني.. زي ما أنغام ما بتقول؟.. وإنه ما أتطورش لـ: تعال تاني في الدور التحتاني.. زي ما محمود عبد العزيز ما غني في الكيف؟.. طب والأخ الـ.... ده راح في أي داهية؟ ومعانا يعني في البلد دي، ولا غرق في النوة اللي فاتت!.. شايفنا دلوقتي وأنا قاعد معاها زي الـ..... وبيصورنا بكاميرا الموبايل عشان يفرّج أصحابه علينا؟ مش جايز أصلا لسه بيتصل بيها أو بيقابلها أو بـ...... يانهار أسود
سينتفض فجأة وسيقوم من مكانه كمن لسعته سحلية الهيليه الأمريكية السامة، وستصاب ليالي بالفزع وهي تصرخ: فيه إيه؟!، فيجبيها بابتسامة هادئة لا تُخفي براكين الشك التي تغلي في أعماقه: أبدا يا حببيتي.. الماضي بس نقح علي شوية
*******
هل يختلف الأمر عند المرأة؟ همممم.. سؤال صعب، لكن دعنا نقولها وبكل ثقة في البنت المصرية أنها أكثر رجولة من الرجل في مثل هذه الأمور!، بمعنى أنها قد تبتلع وجود ماضي لحبيبها.. زوج الفيوتشر.. بصدر أكثر رحابة مما لو حدث العكس، بل لعلها تكون إكس لارج وتتقبل أن يعترف لها الحبيب بأن ماضيه كان أسود بعيد عن السامعين، وأنه لم يكن صاحب تجربة مهببة واحدة وإنما تعدد الهباب كثيرا، وأنه بكل تأكيد يفضّل أغاني محمود عبد العزيز عن أغاني أنغام!، وأنه... بس خلاص كفاية لغاية كده.. رايح لحد فين يا عم
أما لماذا تمرّر المرأة ماضي الرجل بقدرٍ ما من اليسر، فيما يستعصي ذلك على الرجل بخصوص ماضي المرأة، فلعل هذا يعود إلى طبيعة الرجل والمرأة الشرقيين، وهذا أمر يعود إلى الموروثات وطريقة التربية والمناهج الدراسية بل وحتى الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية والغنائية والتي تتعامل مع المرأة.. في أغلب الأحوال.. باعتبارها: كنز من الخطيئة، وعلى أساس أنها.. أي المرأة.. مدافع في فريق كرة قدم ضعيف المستوى.. الغلطة معاها.. بجول
فيما يحدث العكس بالنسبة للمرأة التي تكبر.. عادة.. وفي دماغها قناعات بأن الرجل مش بس بكلمته ده بانحرافاته وغلطته!، وبأنه كلما كان للرجل ماضٍ ملطخ بالأسود والزفت، كلما كان هذا يعني أنه سيكون مستقيماً كالألف معها، والأغرب أنك ستجد أمهات يربين بناتهن على هذه المقولات، فتكبر البنت من هؤلاء وهي مقتنعة تماما بهذا، بل لعلها تكون محل سخرية من زميلاتها إذا ما اقترنت بشاب خام بلا ماضي، ويتخذون ذلك مادة للتندر على اعتباره دهل ولا مؤاخذة
هذه أسباب.. وهناك أسباب أخرى تتعلق بكون المرأة.. عادة.. ما تكون أكثر انغماسا في الحب من الرجل، هذا يعلي وبشدة من صفات العفو والغفران، ويجعلها تهتم بما هو بين أيديها وليس بما فات.. وهذا سلوك سوي في الأغلب الأعم، ويحقق نتائج إيجابية في معظم الحالات، لكن هذا لا يعني أن تبحث المرأة عن الرجل اللعوب وكأنها تبحث عن جوهرة مدفونة، ده اسمه هجص بعيد عنك، لكن معناه أن يكون التسامح مع من يستحق ذلك، أي من يحبها فعلا ومن هو نادم على ماضيه بجد.. فيما عدا ذلك فبيج نو حضرتك
*******
يبقى السؤال التقليدي الدائم المستمر إلى الأبد: هل أعترف بالماضي.. مهما كان لونه.. لمن أحب أو لمن أنوي الارتباط به أم لا؟
سؤال صعب برضه، ولا تصلح معه الإجابات الثابتة؛ لأنه لا يتحدث عن حقائق علمية مؤكدة الشمس تشرق من الشرق، وإنما يتعلق بخصائص وصفات النفس البشرية شديدة التعقيد
لكن الأفضل.. ومن آخره يعني.. خلِّي الطابق مستور.. حتى لو كان هذا الطابق متقفِّل سيراميك ومفيهوش خدش.. بلاش.. غني زي ما ليلى مراد كانت تغني لأستاذ حمام: كان فعل ماضي ما تسيبه في حاله.. أيوه سيبه في حاله.. حتى تغنوا معا في سعادة: نحن الزغاليل
*******
يعشق المصريون الحديث عن الماضي لدرجة تستحق إجراء دراسات في هذا الأمر، لا يتضح هذا في الحديث اليومي فقط الذي تظهر فيه كلمة كان وزمان بدرجة أكبر بكثير من الكلمات التي تتحدث عن الآن والمستقبل، بل إن هذا يصل إلى العديد من منتجاتهم الثقافية والفنية
احسب.. كم أغنية شهيرة تتحدث عن الماضي؟ كم فيلم يشير إلى أن الماضي فيه إن؟! كم برنامج تليفزيوني يتحدث عن إنجازات الفراعنة في الماضي متجاهلا حال أحفادهم.. اللي يشرح القلب.. في الحاضر؟
*******
صحيح أن معرفة التاريخ ودراسته وفحصه ومحصه هو فرض عين على الجميع؛ لأن في الماضي دروساً وعبراً، ولأن التاريخ عادة ما يكون ابن حلال مصفِّي ويكرر نفسه؛ لعله يسهِّل على البشر الذين يقرأونه فهم ما يحدث لهم، لكن آه لو كان المرء أسيرا للماضي، لا يتطلع إلى المستقبل بقدر توجُّسه وخوفه من الماضي، لا يخطو إلى الإمام خطوة واحدة إلا والماضي في ذهنه، فيتعثر ويتراجع إلى الخلف خطوات.. وآه تانية من الماضي إذا ما حلّ بقصة حب
حسنا.. لو كنت الآن واقعا لشوشتك في قصة حب ملتهبة كقرن فلفل أحمر حرّاق، وكانت ليالي.. ده اسم حبيبتك أو خطيبتك ومفردها ليلة.. بيضاء طبعا!.. جالسة معك في جو شتوي مثالي على كورنيش البحر في الإسكندرية.. الساعة 12 مساء.. أول يناير في عز النوّة ثم وهي تتكتك من البرد قالت لك في دلال: حبيبي.. برررررر.. أنا عاوزة.. بررررر أعترررررررف لك بحاجة.. برررررر أتشو
فترد عليها أنت بكل الحنان الموجود في الدب القطبي وهو يحتضن أحفاده: يرحمكم الله ياحبيبتي... برررررر.. قولي.. صحيح أنا مش سامع حاجة من الهوا ده.. برررررر.. بس اتفضلي اتفضلي.. بس اوعى تكوني عاوزة تعترفي إنه جالك برد... أتشو
فترد هي: يرحمكم الله.. بررررررد إيه بس... مفيش أبرد من اللي إحنا فيه.. بصراحة أنا عاوز اعترف لك بأنه.. بأنه .. بأنه... أنا.. تشوووو
تأتي الموجة الضخمة من قلب البحر المتوسط، لتلطشك أنت وحبيبتك لتندلقا كحبات الجوافة وهي تتزحلق من الكيس النايلون، وأنت تجفِّف جسدك بمناديل فلورا وتبحث عن ليالي في قلق خائفا من أن تكون قد انزلقت إلى بالوعة من تلك التي تتميز الإسكندرية بوجودها على جوانب الشوارع، فتسعد حينما تجدها لا تزال على قيد الحياة وإن أصابتها الموجة العنيفة بلوثة عقلية فيما يبدو جعلها تكرر ما تقول: بص بص.. أنا أنا.. كنت أعرف أعرف.. واحد قبلك قبلك.. بس والله والله.. علاقتنا علاقتنا كانت بريئة بريئة.. هو أسبوع بس.. عارف عارف انت انت.. الواحدة مننا في سن المراهقة المراهقة بتكون عاملة إزاي إزاي.. وأي حد حليوة يقول لها بِس بِس.. تقوله نو نو.. بَس والله والله ما غلطت معاه خالص خالص.. ما بتردش عليّ ليه يا حبيبي حبيبي.. رايح على البحر ليه؟.. ارجع يا مجنون يا مجنون
*******
جميل.. كنت أنت في المشهد السابق، مرهف الحس بزيادة، للدرجة التي جعلتك لا تتحمل الحياة، فقررت أن تاخد البحر في حضنك بعد ما قالته لك ليالي من كونها صاحبة ماضي، هذا نوع من الرجال، ياخد الصدمة لوحده يعني كده ويكبتها في نفسه، هناك نوع آخر من الرجال يتعامل مع هذا الموقف الذي فيه ظلال الماضي بشكل مختلف، لا يذهب هو إلى البحر الهائج، بل سيدفع بليالي بكل ما أوتي من قوة إلى البحر وهو يتمنى لو كبر هذا البحر وصار محيطا يمتلئ بأسماك القرش، أو ثقبا أسود ضخماً يقوم من يقع فيه بكعب داير على كواكب درب التبانة
هل هذه هي كل أنواع الرجالة عندما تبدأ المرأة بالحديث عن كان؟ لأ طبعا هناك النوع الرجالي الثالث الذي يتقبل وجود ماضي في حياة حبيبته بروح رياضية يحسده عليها دروجبا لما خد من مصر أربعة في كأس الأمم الإفريقية اللي فاتت!، وهذا النوع الرجالي الثالث ينقسم بدوره إلى نوعين
الأول
بيعدّيها فعلا على اعتبار أن: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، وعلى اعتبار أن ما يملكه الآن هو الحاضر وصناعة المستقبل بشكل أفضل، لكنه بكل تأكيد لا سلطة له على الماضي الذي هو ملك لصاحبه فقط، إلى جانب أن ليس الماضي كله عيب وما يصحش، وليس معنى أن حبيبته أو خطيبته قد ارتبطت عاطفيا مع شخص قبله أنها وقعت في الغلط؛ لأنها.. زيها زيه بالمناسبة.. لديها قلب ومشاعر، ومن الطبيعي جدًّا أن تميل نحو شخص ما في وقت من الأوقات، لكنه ليس بالضرورة أن تكون لطّخت شرفها بالوبا، وأن العار لن ينمحي إلا بإطلاق الرصاص عليها من الفرفر
أما النوع الثاني
فهو الذي يعديها كده وكده، ستجده، يرتبك ويسهم لحظة اعتراف الحبيبة بالماضي، ويصمت لعدة دقائق، قبل أن يضحك في افتعال، وهو يقول لها في ارتباك: وإيه يعني؟.. ما أنا كمان لي ماضي.. ماضي مستمر زي ما قواعد الإنجليزي بتقول.. هع هع هع!.. لكنه في هذه اللحظة التي تسند فيها ليالي رأسها على كتفه وهي تنظر إلى البحر الهائج في رومانسية، ستقفز كل الأفكار والظنون السيئة في ذهنه، وسينصب الشيطان نصبة شاي فوق دماغه ويجلس ويدلدل قدميه في مية البحر.. أيوه رجليه طويلة شوية!.. وتنغرس الأسئلة إياها في رأسه كألف شوكة.. مشيها شوكة!: ماضي؟!.. حلو قوي.. وأنا أضمن منين أن الموضوع وقف عند: بحبك وحشتيني.. زي ما أنغام ما بتقول؟.. وإنه ما أتطورش لـ: تعال تاني في الدور التحتاني.. زي ما محمود عبد العزيز ما غني في الكيف؟.. طب والأخ الـ.... ده راح في أي داهية؟ ومعانا يعني في البلد دي، ولا غرق في النوة اللي فاتت!.. شايفنا دلوقتي وأنا قاعد معاها زي الـ..... وبيصورنا بكاميرا الموبايل عشان يفرّج أصحابه علينا؟ مش جايز أصلا لسه بيتصل بيها أو بيقابلها أو بـ...... يانهار أسود
سينتفض فجأة وسيقوم من مكانه كمن لسعته سحلية الهيليه الأمريكية السامة، وستصاب ليالي بالفزع وهي تصرخ: فيه إيه؟!، فيجبيها بابتسامة هادئة لا تُخفي براكين الشك التي تغلي في أعماقه: أبدا يا حببيتي.. الماضي بس نقح علي شوية
*******
هل يختلف الأمر عند المرأة؟ همممم.. سؤال صعب، لكن دعنا نقولها وبكل ثقة في البنت المصرية أنها أكثر رجولة من الرجل في مثل هذه الأمور!، بمعنى أنها قد تبتلع وجود ماضي لحبيبها.. زوج الفيوتشر.. بصدر أكثر رحابة مما لو حدث العكس، بل لعلها تكون إكس لارج وتتقبل أن يعترف لها الحبيب بأن ماضيه كان أسود بعيد عن السامعين، وأنه لم يكن صاحب تجربة مهببة واحدة وإنما تعدد الهباب كثيرا، وأنه بكل تأكيد يفضّل أغاني محمود عبد العزيز عن أغاني أنغام!، وأنه... بس خلاص كفاية لغاية كده.. رايح لحد فين يا عم
أما لماذا تمرّر المرأة ماضي الرجل بقدرٍ ما من اليسر، فيما يستعصي ذلك على الرجل بخصوص ماضي المرأة، فلعل هذا يعود إلى طبيعة الرجل والمرأة الشرقيين، وهذا أمر يعود إلى الموروثات وطريقة التربية والمناهج الدراسية بل وحتى الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية والغنائية والتي تتعامل مع المرأة.. في أغلب الأحوال.. باعتبارها: كنز من الخطيئة، وعلى أساس أنها.. أي المرأة.. مدافع في فريق كرة قدم ضعيف المستوى.. الغلطة معاها.. بجول
فيما يحدث العكس بالنسبة للمرأة التي تكبر.. عادة.. وفي دماغها قناعات بأن الرجل مش بس بكلمته ده بانحرافاته وغلطته!، وبأنه كلما كان للرجل ماضٍ ملطخ بالأسود والزفت، كلما كان هذا يعني أنه سيكون مستقيماً كالألف معها، والأغرب أنك ستجد أمهات يربين بناتهن على هذه المقولات، فتكبر البنت من هؤلاء وهي مقتنعة تماما بهذا، بل لعلها تكون محل سخرية من زميلاتها إذا ما اقترنت بشاب خام بلا ماضي، ويتخذون ذلك مادة للتندر على اعتباره دهل ولا مؤاخذة
هذه أسباب.. وهناك أسباب أخرى تتعلق بكون المرأة.. عادة.. ما تكون أكثر انغماسا في الحب من الرجل، هذا يعلي وبشدة من صفات العفو والغفران، ويجعلها تهتم بما هو بين أيديها وليس بما فات.. وهذا سلوك سوي في الأغلب الأعم، ويحقق نتائج إيجابية في معظم الحالات، لكن هذا لا يعني أن تبحث المرأة عن الرجل اللعوب وكأنها تبحث عن جوهرة مدفونة، ده اسمه هجص بعيد عنك، لكن معناه أن يكون التسامح مع من يستحق ذلك، أي من يحبها فعلا ومن هو نادم على ماضيه بجد.. فيما عدا ذلك فبيج نو حضرتك
*******
يبقى السؤال التقليدي الدائم المستمر إلى الأبد: هل أعترف بالماضي.. مهما كان لونه.. لمن أحب أو لمن أنوي الارتباط به أم لا؟
سؤال صعب برضه، ولا تصلح معه الإجابات الثابتة؛ لأنه لا يتحدث عن حقائق علمية مؤكدة الشمس تشرق من الشرق، وإنما يتعلق بخصائص وصفات النفس البشرية شديدة التعقيد
لكن الأفضل.. ومن آخره يعني.. خلِّي الطابق مستور.. حتى لو كان هذا الطابق متقفِّل سيراميك ومفيهوش خدش.. بلاش.. غني زي ما ليلى مراد كانت تغني لأستاذ حمام: كان فعل ماضي ما تسيبه في حاله.. أيوه سيبه في حاله.. حتى تغنوا معا في سعادة: نحن الزغاليل
*******